:البراكين تمثل خطراً حقيقياً على الطائرات، وذلك يرجع إلى عدة أسباب

تكوّن الرماد البركاني: عندما تثور البراكين، تندفع كميات كبيرة من الرماد والغازات البركانية إلى الجو. هذا الرماد البركاني يمكن أن يتسبب في تشويش وعدم وضوح الرؤية، مما يؤثر على قدرة الطيارين على رؤية المسار والعوائق والإشارات الضوئية، ويعوق أجهزة الاستشعار الجوي مثل الرادار.

الاحتمالية المتزايدة لتجمد الرماد البركاني: الرماد البركاني يتكون من جسيمات صغيرة وحادة يمكن أن تتداخل مع المحركات والأجزاء الحساسة للطائرة. عندما يدخل الرماد إلى محرك الطائرة ويتعرض لدرجات حرارة عالية، يمكن أن يتجمد ويتراكم في المحرك، مما يؤثر على أداء المحرك وقدرته على توليد القوة اللازمة للطيران.

خطر الانسداد وتآكل الأجزاء: الرماد البركاني يمكن أن يتسبب في انسداد المنافذ والفتحات في الطائرة، بما في ذلك نوافذ القمرة ومنافذ التهوية. كما يمكن أن يتسبب في تآكل الأسطح الخارجية للطائرة والأجزاء المعدنية بسبب تآكله الكيميائي.

تأثير الرماد البركاني على أنظمة الطائرة: يمكن للرماد البركاني أن يتسبب في تعطل أو تلف أجزاء الطائرة وأنظمتها، مثل أنظمة الكهرباء والإلكترونيات والمراقبة وأجهزة الاستشعار. قد يحدث ذلك نتيجة تآكل الأجزاء أو تداخلها مع الرماد البركاني يمكن أن يتسبب في تعطل أو تلف أجهزة الاتصال وأجهزة الملاحة وأجهزة القياس وأنظمة الوقود والهيكل الجوي. قد يؤدي ذلك إلى فقدان الاتصال بمراكز التحكم الجوي وتشويش أنظمة الملاحة، مما يعيق القدرة على تحديد الموقع والملاحة الصحيحة. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يحدث انسداد في أنظمة الوقود مما يعوق تدفق الوقود إلى المحركات ويؤثر على أداء الطائرة.

للتعامل مع خطر الرماد البركاني، تتبع الطائرات وشركات الطيران إجراءات وتوجيهات خاصة. على سبيل المثال، يتم استخدام نظم رصد الرماد البركاني لتتبع تواجده وتحركه في الجو، وتقديم تحديثات للطيارين ومراقبة الطيران. إذا تواجد رماد بركاني في المسار المخطط للرحلة، قد يتم تغيير المسار أو تعديل الارتفاع لتفادي المناطق الملوثة. كما يتم تنفيذ فحوصات وصيانة إضافية للطائرة بعد تعرضها للرماد البركاني للتأكد من عدم تراكم الرماد وحفظ سلامة الطائرة والركاب.

وبصفة عامة، يعتبر الرماد البركاني خطراً للطائرات، وتُعتبر الاحتياطات والإجراءات الوقائية ضرورية للحفاظ على سلامة الرحلات الجوية وتقليل المخاطر المحتملة.

كان هناك حوادث حيث ساهم الرماد البركاني في تحطم الطائرات. أحد الأمثلة الملحوظة هو تحطم رحلة الخطوط الجوية البريطانية 9 في عام 1982. كانت الرحلة في طريقها من لندن إلى أوكلاند عندما اجتاحت سحابة من الرماد البركاني الناتج عن ثوران جبل جالونغونغ في إندونيسيا. تسبب الرماد في فشل جميع محركات طائرة بوينج 747، مما أدى إلى فقدان كامل للدفع. نجحت الطاقم في إعادة تشغيل المحركات بعد النزول من خلال سحابة الرماد، ولكن الطائرة تعرضت لأضرار كبيرة. لحسن الحظ، تمكن الطاقم من الهبوط بالطائرة في جاكرتا دون وقوع وفيات.

هذا الحادث أبرز خطورة الرماد البركاني على الطائرات. يمكن لجسيمات الرماد أن تذوب داخل المحركات نتيجة لدرجات الحرارة العالية، مما يؤدي إلى تشكل مادة شبيهة بالزجاج تسد فوهات الوقود وتتسبب في فشل المحركات. كما يمكن لخصائص الرماد الكاشطة أن تتسبب في تآكل وتلف أسطح الطائرة، بما في ذلك النوافذ، مما يؤدي إلى مشاكل في الرؤية وتلف هيكل الطائرة.

استجابةً لمثل هذه الحوادث، اتخذت شركات الطيران والسلطات الجوية إجراءات للحد من المخاطر المرتبطة بالرماد البركاني. تشمل هذه الإجراءات مراقبة النشاط البركاني، وإصدار تحذيرات الرماد البركاني، وتحديد مناطق عدم الطيران أو إعادة توجيه الطائرات بعيدًا عن سحب الرماد، وإجراء فحوصات وصيانة دقيقة بعد مواجهة الرماد البركاني.

من المهم أن نلاحظ أن الرماد البركاني يشكل خطرًا كبيرًا على الطيران، ومع ذلك، فإن هذه الحوادث نادرة نسبيًا، وتتخذ صناعة الطيران احتياطات وتدابير واسعة لتقليل المخاطر وضمان سلامة الركاب وأفراد الطاقم.