maxresdefault
الجزء الأول: الإقلاع.

يستهين الكثير بمرحلة الإقلاع و هي مرحلة مهمة و تحتاج تركيز كبير و دراسة جيدة و فيها اتخاذ قرارات مصيريه فورية.

الإقلاع كما ذكرنا في السابق يكون عكس اتجاه الرياح لكن كما يقول المثل تسير الرياح بما لا تشتهي السفن، علما ان بناء المطارات  يكون  على أسس و دراسات مناخية، لمعرف إتجاه الرياح الموسمية وعليها يصمم المدرج مواجه للرياح الموسمية، كما هو الحال في مطار الكويت، جهتي المدرج واحده مقابلة للشمال وعكسها جهة الجنوب لما نسميه برياح الشمال و الكوس، فمع كل ذلك خلق الله لا يسير بشكل ميكانيكي و يكون متغيّر، فالرياح تتغير، فترات تكون مواجه و فترات تأتي من الجنب و أخرى من الخلف، و لكل طريقة  طريقة للطيران تختلف عن غيرها، فهناك حدود لسرعة الهواء و زاويته يتم تحديدها و دراستها وحساب الإقلاع عليها قبل تشغيل الطائرة، و قرار تطبيق طريقة التحكم بالطائرة من ناحية توجيه المقدمة بواجهة الرياح و متى تتم عملية الإقلاع يتم إتخاذه مسبقا أو لاحقا عند الوصول للمدرج.

سرعة و اتجاه الرياح تتزايد او تتناقص بعض الشيئ خلال اليوم في الأحوال العادية، أما بوجود العواصف فتصبح تلك الرياح متغير الإتجاه و السرعة بشكل كبير حيث يصبح التحكم بالطائرة من الكبينة و كأنه صراع من الريح (وذلك ما تشاهده في المقطع) فمن الصعب الحكم على الذي أصاب تلك الطائرة، لكن من الخبرة أقول أنه قد أصابها ما نسميه “الريح المفاجئ” فتأتيك دفعة رياح جانبية مفاجئة تدفع بالطائرة و كأن أحد يدفعها، و في هذه الحالة يحاول الطيارة أن يعيد الطائرة لمسارها في الإقلاع.

أما السلامة فلا خطر على الراكب إن تدارك الطيار الموقف و إتبع الطريقة السليمة للخروج من هذا الموقف أما الخطورة تقع إذا خل توازن الطائرة و لامس الجناح أو المحرك الأرض، و تبعية تلك الضربة تعتمد على حسب قوة الضربة، أعلم أن الخوف بدأ يدب بقلوب الكثير لمن لتعلم أنه قبل كل إقلاع نحصل كطيارين على تقرير بإتجاه و سرعة الرياح من برج المراقبة قبل الإقلاع مباشرة و كذلك نستخدم الرادار الجوي الذي سبق الحديث عنه ليكشف لنا الغيوم من حولنا التي تبين إن كان هناك خطر من الرياح المفاجئة التي مصدرها تلك الغيوم و هناك أيضا ما نسميه ب”جورب الرياح” ستلاحظه عند كل مدرج، فهو خام بشكل مخروطي باللونين الأبيض و البرتقالي يدلنا عن حال الرياح الفعلية و شكله كالجورب، أما من الجانب الفني فيستخدم الطيار في هذه الحالات قوة المحرك كاملة مما تعطي القوة العظيمة للطائرة و ذلك يمكنها من الإقلاع و الإبتعاد عن الأرض بأسرع وقت حتى أنه لو مالت الطائرة لن تلمس الأرض فهناك أشياء عديدة للسلامة لتفادي مثل هذه الحالات و للعلم أنه لقائد الطائرة القرار و الحق في أن يوقف أو يؤخر رحلته إن لم يرى الجو مناسب للإقلاع.
هناك أسباب أخرى لما قد يسبب مشاكل في عملية الإقلاع كدوامات الهواء التي تكون نتيجة من طائرات أقلعت من قبل لكن ذلك حديث آخر لوقت آخر.

في الجزء الثاني سنتحدث عن الهبوط الذي تتعرض له الطائرة في نفس الحالة السابقة

Advertisement